الأربعاء، ٢٢ مايو ٢٠١٣

رباعيات صلاح جاهين .. تقديم يحيى حقى

سميت بالرباعيات المنظومة بالفارسية على شكل (الدوبيت) والمكونة من أربعة أشطر تنتهي بقافية واحدة ووزن واحد؛ وهو ما عرف باسم الرباعي الكامل، أما الرباعي الخصيّ (الأعرج) فهو يقوم على وزن واحد مع اختلاف قافية الشطر الثالث – غالباً-. والوزن هو بحر (الهزج) المؤلف من تكرار تفعيلة (مفاعيلن) ست مرَّات.. ولذلك سميت بالرباعيات.

اخترت رباعيات صلاح جاهين عشان الفتره دى بقى حسى عالى تجاه الفكاهه و خفه الروح ولكن مع بدايه الكتاب كتب يحيى حقى تفسيره عن كتابات صلاح جاهين وممكنش ضحك ولا حاجه ولكن طلع الضاحك الباكى..

سهير ليالى وياما لفيت وطفت
وفى ليله راجع فى الظلام قمت شفت
الخوف كانه كلب سد الطريق
وكنت عاوز اقتله بس خفت
عجبى
 صدفه غريبه ان قبل ما اقرا الجزء ده كنت بفكر انى بخاف و انى شخصيه جبانه ولازم اواجه اكتر من كده و انى من الصعب اتخيل انى ام لان غصب عنى هنقل الشعور ده لاولادى مهما حاولت اخبيه الطفل كائن ذكى لانوا على الفطره .. واكتشفت ان صلاح جاهين بيمثلنى انا بخاف حتى من الخوف..

احب اعيش ولو اعيش فى الغابات
اصحى كما ولدتنى امى وابات
طاير حيوان حشرة بشرة بس اعيش
محلا الحياه حتى فى هيئه نبات
عجبى
جاهين خاف من الموت خاف من الفناء مع ان مع مرور السنين هو من اكتر الشخصيات الى مش ممكن تموت ولا كلماته ولا روحه خاف من الموت وعمروا ما هيموت ساب كلام حى لا يموت و احنا ؟؟ انا فى يوم هموت و خوفى من انى اموت قبل حتى معيش ..

الدنيا اوضه كبيره للانتظار
فيها البنى ادم زيه زى الحمار
الهم واحد ..والملل مشترك
ومفيش حمار بيحاول الانتحار
عجبى
جاهين بصوره لم اتوقعها ملل وموت وانتظار وحزن وشلل و هم و نزعه انتحاريه..

يا حزين يا قمم تحت بحر الضياع
حزين انا زيك وايه المستطاع
الحزن مبقالوش جلال يا جدع
الحزن زى البرد ..وى الصداع
عجبى
جميل الكلام ولمسنى لانى رفضت اكتب الرباعيه الى فاتت لانى حستها كئيبه مع انها عجبتنى جدا ومكنتش عايزه اعلمها فى حياتى والاقى عمنا صلاح جاهين بيسخر من الحزن هنا باسلوب احب اعيش بيه..

غمست سنك فى السواد يا قلم
عشان ما تكتب شعر يقطر الم
مالك جرالك ايه يا مجنون..وليه
رسمت وردة وبيت وقلم وعلم 
عجبى
حلم جاهين بعالم كله امن وسلام وطمانينه وتعاطف ..انا كمان عندى نفس الحلم زاحساس انى لو مت قبل ماشوف ده هيكون عمرى ضايع هموت وانا مش سعيده مبحلمش بالجواز او الاطفال حلمى اسيب اثر كبير فى العالم اعيش قبل ما اموت 

ياما صادفت صحاب وماصحبتمش
وكاسات خموروشراب وماشربتهومش
اندم على الفرص الى سبتهم 
والا على الفرص الى ماسبتهمش
عجبى
ميجبش همه الندم يا عم صلاح 

الفيلسوف قاعد يفكر سيبوه
لا تعملوه سلطان ولا تصلبوه
ماتعرفوش ان الفلاسفه ياهو
اللى بيقولوه بيرجعوا يكدبوه؟
عجبى

مزيكه هاديه الكون فيها انغمر
وصيف وليل وعقد فل وقمر
يا هلترى الناس كلهم مبسوطين
وياهلترى شايفين جمال القمر
 عجبى

انا اله الوجد رب الهيام
اضرب بسهم الوهم وهم الغرام
وهم الغرام من كتر ما هو لذيذ
رشقت انا فى صدرى جميع السهام
وعجبى

ياسك وصبرك بين ايديك وانت حر
تياس ماتياس الحياه راح تمر
انا دقت من ده ومن ده عجبى لقيت
الصبر مر وبرضك الياس مر
عجبىّ!

حاسب من الاحزان وحاسب لها 
حاسب على رفابيها من احبالها
راح تنتهى ولابد راح تنتهى
مش انتهت احزان من قبلها؟

عينى رات مولود على كتف امه 
يصرخ تهنن فيه ..يصرخ تضمه
يصرخ تقول يا بانى ما تنطق كلام
ده الى ميتكلمش يا كتر همه
عجبى

وقفت ساعه الصبح بغسل سنانى
قالت لى شايف قوتى ولمعانى
ايش تطلب اليوم منى ضحكه اسد
والا ابتسامه اعلانات امريكان؟
وعجبى

مانتاش بتلعب ليه يا روح بابا
ولا عسكرى ولا لص فى عصابه
العب اسد او ديب رهيب اوغزال
دى الدنيا فى نهايه المطاف غابه
عجبى!

هات يا زمان وهات كمان يا زمان
غير ضحكه الشجعان مامنى يبان
هو الى داق الفرحه فى يوم ثورته
يقدر يعود ولا ثانيه للاحزان؟
وعجبى



تاجر البندقيه ...شكسبير

كان من الممتع جدا زمان انى احس زمن شكسبير بلبسه الضخم والاناقه فى استخدام الكلمات ولكنى لم استمتع بقراءه تاجر البندقيه و يمكن ده بسبب انى هذه الايام اكره الزيادات "الافوره" فى كل شىء وامير الى المختصر المفيد .. 

كنت انتظر انى اكون فوق السحاب انى ارجع لزمن مليان هدوء بالرغم من ان القصه تميل للخلافات طول الوقت ولكن اكتشفت انى اعشق افلام شكسبير وليست كتاباته يمكن عشان شكسبير بالالوان احلى ... 

وفى كلمات لشكسبير اكتشفت معانيها من قريب بس ويمكن دى متعه انك تقرا من بدرى مع انى مش واثقه لو كنت قرات الكلام ده من زمان هستوعبه ولا كان هيعدى مرور الكلام ..انا اميل لاى تجربه كل شىء للتاكد منه ولانى افهمه كويس ..

1-جراشيانو يختار ان يلعب دور المهرج ويقول:ثمه صنف من الناس تعلو الجهامه وجوههم كما يعلو الزبد سطح البركه الراكده ويصرون على التزام الصمت حتى ينسب الناس اليهم الحكمه والوقار والفكر العميق ولسان حال الفرد فيهم يقول "انما انا الوحى الالهى فان فتحت فمى للكلام فلتحجم الكلاب عن النوواح"

2-جراشيانو يقول لانطونيو: انت تاخد الدنيا على محمل الجد اكثر مما ينبغى ومن يشغل باله بها لم يجن متعها ..
اجابه انطونيو :انما اخذ الدنيا كما ينبغى باعتبارها مسرحا يلعب عليه كل انسان دوره ودورى فيها هو دور رجل حزين
لو الدنيا مسرحيه فعلا ما هو دورى بها وهل اجيد لعبه؟

3-بسانيو عند اختياره للصناديق :انظر الى الجمال ترى ان وسائله ومساحيقه توزن وتشترى فتحدث فى الاصل تغييرا اشبه بالمعجزه ويخف عقل المتزينه بها بقدر ثقل ما تضعه من مساحيق وكذا الحال مع ذلك الشعر الذهبى المتموج كالثعابين والذى يتناثر مرحا مع هبوب الريح فوق راس نخاله جميلا.ما هو فى الحقيقه غير ميراث من راس اخر قد غيبت جمجمته فى القبر فما الزينه اذا الا بمتابه الساحل الخلاب لاكثر البحار خطوره او الخمار الجميل فوق وجه دميم او اختصار هى مظهر الحقيقه الذى ينتحله الزمان الماكر حتى ينصب حبائله لاكثر الناس حكمه..واهذا اشيح وجهى عنك ايها الذهب البراق الذى كان طعاما صلبا لميداس كما اشيح بوجهى عنك ايضا ايتها الفضه الشاحبه المتداوله بين الناس ..اما انت ايها الرصاص الهزيل الذى يهدد اكثر مما يعطى من وعود فان شحوب لونك يؤثر فى نفسى اكثر مما تؤثر فيها الفصاحه الطليه ساختارك انت وليكن نصيبى حياه هنيه 

4-بورشيا معلقه على سماع لورينزو وجيسيكا الموسيقى باليل: غناء الغراب مشابه لغناء القبره عند من لا يسمع وفى ظنى ان البلبل لو غنى نهارا حين يصيح الاوز لما اعتبر الناس شدوه اجمل من شدو الصعو وكم من اشياء ازدانت بظهورها فى اوانها فحظيت بالمديح ووصفت بالكمال ...
كل شىء فى وقته يتسم بالكمال حتى لو خبر سىء قد ايه الوقت مهم واستراتيجيه للنجاح ان يكون عند الشخص زى سينسور يظبط بيه ايقاعات وقته 

اودع شكسبير العزيز طيب القلب ولا اوعده بمقابله قريبه وان كانت فستكون بالانجليزيه فى محاوله منى لاصلاح ما بيننا فبالرغم من كل شىء يابى قلبى ان يحمل بداخله شىء من البعد عن كتايات هذا النابغه والاستسلام للالوان كما فعل كل من اختار صناديق الذهب والفضه وترك الرصاص فى هذه القصه ..

الخميس، ٩ مايو ٢٠١٣

التسامح .. جيرالد ج جامبولسكى

انت وحدك نعلم كيف وصل الكتاب اليك ولكنى اوكد لك انها لم تكن صدفه فمشيئه الله هى التى جعلت الكتاب بين يديك ..
 بوسع التسامح ان يجرى بعض التغيرات العميقه التى تراود امالك وتصوراتك عن حياتك وحياه الاخرين ..
لقد كتبت هذا الكتاب لنفسى كتذكره باننى اود فعلا ان انهى المعاناه التى سببتها لنفسى وللاخرين بسبب اصدارى للاحكام ومكابرتى لان اسامح ..
التسامح ليس شيئا من الاشياء التى نتمها فى حياتنا طالما نسكن داخل اجسادنا فهناك جزء منا سيجد ما سيستدرجه مرارا الى اصدار الاحكام على الاخرين ..
جزءا من احكامى بهذا الشان كان انعكاسا لاحساسى بالذنب ولوم نفسى على افعالى السابقه ....
اثناء تخبطنا فى ادراك التسامح لا نتمسك فقط بالسبب الذى سبب لنا الالم ولكننا نغمض اعيننا عما يمكن ان يداوينا ..
ان بوسعنا ان نستهدف راحه البال كهدف وحيد
نحن مسؤلون عن سعادتنا ..
القرار بعدم التسامح هو قرار بالمعاناه
لكى اصبح سعيدا ما على الا ان اتوقف عن اصدار الاحكام
التسامح هو ان تصرف من ذهنك كل الامنيات لتحسين صوره الماضى
الانا هو الجزء بداخلنا الذى يقنعنا بان السعادة فى المظاهر الخارجيه وبان نلقى اللوم على غيرنا وبان وجود علاقه سليمه ستصبح الحياه مثاليه
كلما تنامت قدرتنا على ادراك الانا تحررنا اكثر واصبحنا اقدر على اختيارحياه اكثر حبا وسلاما ..نظام فكره الانا قائم على الشعور بالخوف والذنب واللوم وبمجرد اتباع مبادئها سنجد انفسنا فى حاله من الصراع وسوف يتسرب كل السعاده وسلام حصلنا عليه دون ان ندرك ..
الانا تقنعنا اننا انفسنا لا نستحق التسامح
الانا تقنعنا بان الوسيله الوحيدة لحمايه انفسنا هى بمعاقبه الاخربغضبنا وكرهنا ليشعربوطاه ما ارتكبه ..
افكارنا غير المتسامحه تخلق فجوه فى قلوبناوذلك يمنعنا من الاحساس بالسلام الداخلى والحب
العقل غير المنسامح للانا لديه دائما مخزون وافر من الخوف والبؤس والالم والمعاناهوالياس والشك والضجر ..انه العقل الذى يرى الاخطاء كخطايا لا يمكن نسيانها ..
الاثار الجانبيه للافكار غير المتسامحه التى نحملها فى عقولنا يمكن ان تؤثر تاثيرا سلبياعلى سعادتنا ..
العقل غير المتسامح يخفى عن وعينا حقيقه اننا نسجن انفسنا وذلك بكبت الغضب والكراهيه ..
التسامح هو ان تفوض امرك لله فى غضبك وكربك ..
اما ان تسامح تماما او لا تسامح على الاطلاق
لقد حان الوقت للكف عن الهجوم على اجسادنا بافكارنا السلبيه ..
يخلق التسامح عالما نمنح فيه حبنا لاى انسان ..
التسامح عمليه مستمره لا نفعلها مرة او اثنين
هبه السماء ان تفقد كل ما بداخلك ويبقى الحب فقط
التسامح هو اقصر طريق الى الله ..
اجعل راحه البال هى الهدف وليس تغيير الاخريين او معاقبتهم ..
انبذ قيمه الاشفاق على الذات ..
انبذ كثره انتقادك للاخرين وتصيد اخطائهم ..
اجعل من راحه البال هدفك الاول
توقف عن رغبتك فى ان تكون ضحيه ..
لا قيمه فى معاقبه نفسك وانك تستحق السعاده ..
ان الرقه واللطف هما شقيق وشقيقه التسامح ..
فى نهايه الكتاب لخص جير فى عدة صفحات معانى جميله للتسامح واهميته ولم اتاثر باى شىء فى الكتاب الا بهذه الصفحات التى اتمنى ان احفظها فيجب دائما ان اراها امامى .. والشىء الذى عقدت العزم عليه فى نهايه الكتاب ان ابدا بممارسه التامل ان شاء الله وان اجد طريقى الى مسامحه نفسى والناس بهدوء تدريجيا فانا لا استطيع ان اكمل حياتى بهذه الطريقه وانا اشعر بانى اتاكل من الداخل ..
الحمد لله